عيد الأضحى هو أحد الأعياد الإسلامية العظيمة، والذي يحتفل به في العشر الأواخر من شهر ذي الحجة،يعتبر هذا العيد من أفضل أيام السنة عند الله تعالى، حيث يرتبط بأداء فريضة الحج،يمتد وقت الاحتفال من فجر يوم عرفة حتى آخر أيام التشريق، الذي يكون في الثالث عشر من ذي الحجة،وقد قال الله تعالى (اذكروا الله في أيام معدودات)،لذا، سنقوم في هذا المقال بمناقشة أحكام وآداب عيد الأضحى بشكل مفصل.
أحكام وآداب عيد الأضحى
يستحب في عيد الأضحى ترديد التكبيرات التالية (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، والحمد لله) والإعلان بها في المساجد والأسواق والبيوت، وذلك لتكريس عبادة الله وشكره
- يُفضل ذبح الأضاحي بعد صلاة العيد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ذبح ذبيحة قبل أن يصلي، فليبدلها بأخرى)،رواه البخاري ومسلم.
- ومن لم يتمكن من الذبح، فلا بد له من الأضحية،كما ورد أن ذبح الهدي يوم النحر يمتد إلى ثلاثة أيام بعد أيام التشريق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذبحوا كل أيام التشريق).
- يُستحب لبس أفضل الثياب، مع الابتعاد عن التفاخر والإسراف، ويحرم حلق اللحية،كما يجب على النساء الذهاب لأداء صلاة العيد مع التستر وعدم إظهار العورة، وعدم وضع العطور أمام الرجال.
- تُفضل صلاة العيد في الميدان، إلا في حالة وجود مانع مثل المطر أو نجاسة الأرض، فيجوز الصلاة في المسجد كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- يحسن حضور الخطبة، حيث قال تعالى “افترقوا لربكم وافضحوا”،وهذا يدل على أهمية صلاة العيد.
- يُستحب أن يذهب المسلم إلى الصلاة من طريق، ويعود من طريق آخر، كما ورد عن جابر رضي الله عنه.
- الرواية الإسماعيلية توضح أنه ينبغي اختيار طريق مختلف عند الذهاب للعيد،(فتح الباري).
- لا تُصلى ركعتان قبل صلاة العيد إذا كانت الصلاة في الميدان، لكن إذا كانت الصلاة في المسجد، فمن الأفضل أن يُصلى ركعتان لتحية المسجد.
- وذكر ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاتين يوم العيد ولم يُصلي قبلهما أو بعدهما،متفق عليه.
تهنئة العيد والذبيحة
هناك آداب خاصة بالتهنئة في العيد والذبيحة، وقد ورد عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابن حجر روى بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا يوم العيد يهنئ بعضهما البعض بعبارة “تقبل الله منا ومنك”،(فتح الباري)
- الأضحية يجب أن تكون من الحيوانات مثل الضأن، البقر، أو الإبل، ويجوز أن يشترك سبعة أشخاص في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر فقط.
- قال أبو أيوب رضي الله عنه كان الرجل يذبح شاة عنه وعن أهل بيته،وهذا ما أشار إليه مالك والترمذي.
- مما يدل على أن الإبل أو البقر تكفي لسبعة أشخاص، كما قال جابر رضي الله عنه عندما حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذبحنا البعير عن سبعة والبقرة عن سبعة)،رواه مسلم.
- الأضحية يجب أن تبلغ السن المحدد شرعاً خمس سنوات للإبل، سنتان للبقر، ستة أشهر للماعز، وسنة للأغنام،كما ورد عن جابر رضي الله عنه (لا تذبحوا إلا حيواناً قد بلغ السن ما لم يشق عليكم)،رواه البخاري ومسلم.
- يجب أن تكون الأضحية بصحة جيدة وخالية من العيوب، وأربعة من العيوب تُعتبر غير مقبولة العرج، المرض الواضح، العمى، والعيوب الصحية.
- ورد عن براء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أربع لا تجوز في الأضحية العائب الظاهر، المريض الظاهر مرضه، الأعرج والمعيوبة).
- كما تشمل العيوب المتعلقة بالهزال أو عدم وجود الكفاية البدنية،رواه أصحاب السنن والإمام أحمد بإسناد صحيح.
- يجب أن تُذبح الأضحية في الوقت المناسب، وهو من انتهاء صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق.
عيد الأضحى وتفاصيله
استناداً إلى السنة، لم يأكل الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عاد من الصلاة، ثم أفطر من ذبيحته
- هذا العيد جزء من السنة للفرح والسرور، وللاستمتاع واللعب وزيارة الأسرة والأقارب.
- كما روت لنا عائشة رضي الله عنها أنه دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عندها جاريتان تغنيان، فكان يتجنب النظر إليهم،وعندما دخل أبو بكر رضي الله عنه غضب من ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتركوهم.
- وفي أحد الأيام، كان هناك احتفال حيث كان الأطفال يسودون في اللعب بالدروع والرماح،وسمح النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بمشاهدتهم، مما يدل على أهمية الترويح عن النفس خلال الأعياد.
بدع أيام العطل
توجد بعض البدع المحرمة في الإسلام ومنها
- التكبير الجماعي قبل صلاة العيد بطرق مختلفة في دائرة، حيث يقوم بعد أفراد المجموعة بقراءة السورة بشكل منفصل ثم يعيدون التكبير.
- زيارة القبور في صباح العيد، وهي عادة نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
- التحية على النساء غير المحارم بالدخول إلى بيوتهم للتهنئة، وهذا يعد مخالفاً للشريعة.
- وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، حيث قال “إياكم الدخول على النساء”.
لقد تعرفنا من خلال هذا المقال على أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك وأهمية هذا العيد في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، كونه يمثل أحد أركان الإسلام الرئيسية، وهو وقت الفرح والتواصل الاجتماعي، ويعتبر من أفضل الأيام التي أقرها الله في كتابه العزيز.