تُعتبر القصص من أبرز العناصر المؤثرة في حياتنا، حيث تلعب دورًا كبيرًا على صعيد عالمي واسع،يتفاعل الأطفال مع القصص بشكل خاص، إذ تمثل وسيلة للتسلية والترفيه، بالإضافة إلى أنها تسهم في إضاعة الوقت،ترتكز جميع القصص والروايات، بمختلف أنواعها وأشكالها، على مبدأ السرد والرواية المستمد من الأدب، تحديدًا في مجالي الأدب والشعر.
قصص أطفال هادفة بالصور النمر والأرنب
في إحدى غابات الهند، عاش نمراً شَرِهاً يتمتع بشغف كبير للصيد،كان النمر يطارد فرائسه كلما شعر بالجوع أو الملل، دون اعتبار لأي وقت أو ضوابط،كانت غاراته المتكررة تمثل رعباً دائماً لبقية الحيوانات.
اجتمعت الحيوانات في ذات يوم للتفكير في حل يخفف من وطأة هذا الرعب المستمر،اتفقت جميع الحيوانات على لقاء النمر وعرض معاهدة عليه،وقد نصت المعاهدة على اختيار حيوان بشكل عشوائي (عبر اليانصيب) كل يوم لتقديمه للنمر، مما يضمن لهم الأمان لبقية اليوم،قالوا “ما رأيك يا سيدي، أن نقدم لك كل يوم حيواناً من حيواناتنا يتم اختياره عبر اليانصيب، فيضمن لك ذلك وجبة دون عناء الصيد”
أجاب النمر “سأضحي بشغفي للصيد من أجل سكان الغابة وسأوافق على اقتراحكم،لكن احذروا، إذا لم تلتزموا بوعدكم في يوم من الأيام، سأنتقم منكم بشدة”،وهكذا تم تنفيذ الاتفاقية، وبدأت الحيوانات تشعر ببعض الأمان، بينما تحولت حالة الرعب من النمر إلى الخوف من الحظ السيء.
بعد عدة أيام، سقطت قرعة اليانصيب على الأرنب الذي قرر سرًا التخلص من النمر وتحرير سكان الغابة من شره،توجه الأرنب إلى النمر قائلاً “لقد أحضرت لك يا سيدي غزالاً سمينًا، ولكنني فوجئت بنمر آخر قام بقتل فريستي،على الرغم من أنني حذرته من أنك مالك للغزال،إذا كنت تفضل، اجعلني طعامًا لك بدلاً من الغزال”.
غضب النمر وقال “أريد غزالتي! أرني مكان وجود هذا النمر الغريب حتى أتمكن من طرده من غابتي وأجعله عبرة لكل من يجرؤ على أخذ طعامي”.
وجه الأرنب النمر إلى بئر على حافة الغابة، قائلاً “رأيت سارق فريستك يدخل هذا البئر”،دون تفكير، قفز النمر لمحاربته وغرق فيه،وهكذا، تمكن الأرنب من إنقاذ الغابة من شر النمر، حيث هُزم الذكاء والتخطيط الجيد القوة والتهور.
في ختام الحديث عن أهمية القصة وعناصرها الأساسية، نؤكد على الدور الرئيسي الذي تلعبه القصص مثل “النمر والأرنب” في ترسيخ القيم والمبادئ الأساسية في حياة الأطفال، مما يساهم في ترتيب أولوياتهم وتشكيل شخصياتهم.